د. داوود الاتروشي: يتوجب علينا وضع سياسة اللغة في جامعة دهوك
فبراير 28, 2023, 5:45 م

بمناسبة اليوم العالمي للغة الام، وفي إطار ندوة "ضرورة وضع سياسة لغوية في المؤسسات الاكاديمية" التي عقدت من قبل كلية اللغات بجامعة دهوك، وبحضور محافظ دهوك، د. علي تتر، وعدد كبير من الشخصيات المعروفة والكتّاب والمثقفين من مدينة دهوك واساتذة وطلبة جامعة دهوك، صرح رئيس جامعة دهوك، د. داوود سليمان الاتروشي، وبدوره مشاركاً في إحدى جلسات نقاش هذه الندوة، "ليس لدينا اي سياسة لغوية كتابية لحد الآن. يُدرس سنوياً 3000 مقرراً تعليمياً في جامعة دهوك؛ ولحد الآن لا توجد سياسة لتحديد اللغة التي يُدرس بها اي مقرر تعليمي، لذا يتوجب علينا وضع سياسة اللغة في جامعة دهوك العام المقبل."

في بداية الندوة التي عقدتها كلية اللغات تحت شعار "الحفاظ على اللغة الام مسؤولية وطنية" في الواحد والعشرين من شباط 2023 في المركز الثقافي بجامعة دهوك، تم عرض مقطع فيديو قصير حضّرته مديرية إعلام جامعة دهوك بهذه المناسبة، حمل الفيديو رسائل متعلقة باليوم العالمي للغة الام بسبع لغات مختلفة بواسطة مجموعة من اساتذة وطلاب جامعة دهوك. بعد ذلك، بين عميد كلية اللغات، د. ابوعبيد عبدالله زياد، في كلمته: " في عصرنا الحالي، نصف عدد لغات العالم مهددة بالإندثار والضياع. بحسب منظمة اليونسكو، هنالك 6000 لغة حول العالم منها 2000 لغة مهددة بالإندثار؛ لذا يتوجب علينا ان نجعل من لغتنا الكوردية لغة عالمية علاوة على الحفاظ عليها بشتى الطرق، لأنني على ثقة تامة بأن اللغة الكوردية جديرة بذلك."

خلال الندوة، وبحضورعدد كبير من وسائل الاعلام، اجريت اولى جلسات النقاش حول ضرورة وضع سياسة لغوية في المؤسسات الاكاديمية، بمشاركة كل من د. داوود سليمان الاتروشي، رئيس جامعة دهوك، ود، فيان سليمان السليفاني، خبيرة اللغة الكوردية والامين العام لإتحاد نساء كوردستان، ود. هوار النيروي، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة دهوك، وترأست هذه الجلسة د. فيان ابراهيم، استاذة في جامعة دهوك، حيث جرت فيها مناقشات جادة حول الموضوع المذكور.

شدد رئيس جامعة دهوك على هذا المحور متحدثاً عن الوضع اللغوي في جامعة دهوك والمؤسسات الاكاديمية الاخرى في اقليم كوردستان، كما اوضح للحضور خطط جامعة دهوك في هذا الشأن، قائلاً: "يتوجب علينا ان نعطي اهمية كبيرة للغتنا الام وان نساهم في تنميتها على الدوام، إلا ان التعلم واستخدام اللغات الاخرى لا يقل عنها اهمية. فإن اللغة الانجليزية، على سبيل المثال، هي لغة العلم في يومنا الحالي، وإتقان الطلبة لهذه اللغة يوفر لهم فرص عمل اكثر بعد التخرج."

من جانبها اكدت د. فيان السليفاني في هذه الجلسة بأنه على الرغم من ان الاكاديمية الكوردية قد حققت إنجازاً ملحوظاً في هذا المجال، إلا انه من المهم وجود اكاديمية متخصصة باللغة الكوردية، معبرةً: "ان الاكاديمية الكوردية ليست متخصصة باللغة الكوردية؛ من الضروري ان تكون هنالك اكاديمية في إقليم كوردستان باسم اكاديمية اللغة الكوردية، وان تتمتع بالسلطة وإتخاذ القرار لترسيخ السياسات اللغوية في كافة المجالات. هذه الخطوة ستكون دافعاً قوياً لتعزيز وتقوية الوحدة الوطنية."

ايضا، في هذه الجلسة، تحدث د. هوار النيروي عن تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال وعلاقة النزعة القومية بهذا الامر، كما انه قارن بين مرحلة مطلع الإنتفاضة الكوردية والعصر الراهن، مبيناً: "ان الشعوب التي تمر بمرحلة التحول، كشعبنا الكوردي، يجب لها ان تتمتع بإتخاذ القرارات والسياسات في مجال اللغة، وان تطبق هذه السياسات وتدعمها بكل ما اوتيَت من قوة."

في بداية جلسة النقاش الثانية، والتي شارك فيها ثلاثة اساتذة من جامعة دهوك، قدم د. محمد صالح عبدالله محاضرة حول اللغة والثقافة، سلط فيها الضوء على كيفية تقريب اللهجتين الكورمانجية العليا والسفلى، مشيراً: "إن اردنا وضع معيار لغوي للغة الكوردية، يجب علينا ان نعمل على مستوى صياغة الكلمة في هاتين اللهجتين، لأنه لاتوجد هنالك فروقات كثيرة بين اللهجتين على مستوى صياغة الجملة، وإنما على مستوى صياغة الكلمة نفسها."

من جانبه، اظهر د. امين عبدالقادر في محاضرته التي القاها بعنوان "دور قصص الاطفال في تطوير لغة الام"، بأن "القصص التي تُروى للاطفال باللغة الام تحدث إختلافاً كبيراً، إذ انهم وفي هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى اللغة الشفهية لبناء قدراتهم في لغتهم الام."

وفي الجلسة عينها، قدم استاذ جامعة دهوك، د. شيفان شليمون توما، محاضرة بعنوان "اهمية الترجمة للغة الام"، سلط فيها الضوء على اهمية الترجمة للغة الام واهمية اللغة الام للترجمة، ذاكراً: "في الترجمة الكتابية، لا يشترط ان تكون اللغة المترجم إليها هي لغة المترجم الام؛ إلا انه من المهم ان تكون اللغة المترجم إليها هي لغة المترجم الام في الترجمة الشفهية لكي تسير عملية الترجمة بشكل صحيح ودقيق."

من المعروف بأنه يتم إحياء اليوم العالمي للغة الام في الواحد والعشرين من شباط من كل عام عن طريق إحياء نشاطات متنوعة حول العالم. يعود تحديد هذا اليوم العالمي إلى وقائع عام 1952 حين فرضت الحكومة الباكستانية لغة الاوردو على جميع القوميات في باكستان. نتيجة ذلك، تظاهرالطلبة البنغلادشيون ضد هذا القرار مما ادى إلى مقتل العديد منهم. في عام 1999 عينت منظمة اليونسكو، وبحسب إقتراح دولة البنغلادش وموافقة 28 بلداً، اليوم الواحد والعشرين من شباط كاليوم العالمي للغة الام، ويتم الإحتفال بهذا اليوم سنوياً منذ عام 2000.

إعلام جامعة دهوك؛ 21 شباط 2023

عصمت خابور

ت: فاطمة محمود

فوتو: محمد عبدالكريم وعلي حبيب